مدققو الحقائق الليبيون يطلقون أجراس الإنذار بشأن اضطراب المعلومات قبل الانتخابات

اجتمع أصحاب المصلحة معًا لمحاربة العنف الانتخابي عبر الإنترنت في ليبيا في قمة افتراضية بعنوان / الإعلام والانتخابات: اضطراب المعلومات والعنف الالكتروني في فترة الانتخابات

حيث ينصب تركيز كل من في ليبيا والمجتمع الدولي على الانتخابات الرئاسية المقبلة المرتقبة في 24 ديسمبر 2021. إذ تمنح الانتخابات الحرة والنزيهة فرصة فريدة لتحقيق التغيير السلمي بعد عقود من الديكتاتورية والنزاع السياسي في ليبيا. وفي نفس الوقت، يشير العديد من المراقبين إلى مخاطر نشوب نزاع جديد وحتى تجدد العنف فمنصات التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة معركة مهمة في ظل التسابق نحو الهيمنة السياسية.

وفي إطار أهمية ما سبق استضافت أكاديمية دوتشيه فيليه في 30 نوفمبر 2021 مؤتمرًا دوليًا يهدف إلى معالجة هذه التحديات. وقد شكّل هذا المؤتمر الفعالية الأولى من نوعها التي تجمع صانعي السياسات والمهنيين الإعلاميين والجهات الفاعلة من المجتمع المدني والشركات التكنولوجية والمجتمع الدولي في منبر افتراضي واحد. تكوّن المؤتمر الذي دام نصف يوم من جزأين، حيث تمثل الجزء الأوّل في حلقة نقاش قدّم خلالها المتحدثون الضيوف عروضهم، وتمثل الجزء الثاني في جلسة حول المقاربات العملية الرامية إلى الوقاية من العنف على الإنترنت. وقد انخرط هذا المؤتمر ضمن مشروع “الإعلام في ليبيا – تعزيز المناعة ضد اضطراب المعلومات” الممول من الاتحاد الأوروبي و وزارة الخارجية الألمانية.

خلال المؤتمر أعرب السيد جانس أوي راهي (Jens-Uwe Rahe)، رئيس قسم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأكاديمية دوتشيه فيليه، في كلمته الافتتاحية على مجابهة حرب المعلومات في الفضاء الرقمي قد أضحى الاهتمام الرئيسية للمؤسسة دوتشيه فيليه خلال العقد الماضي في ليبيا. وأوضح السيد جانس أوي راهي قائلاً أن «المعلومات المضللة تنتشر من قبل جيوش كاملة من الروبوتات والمتصيدون ، كما أن عدد الليبيين الذين يفيدون أن الشبكات الاجتماعية هي مصدرهم الأساسي للمعلومات في تزايد مستمر» وأكّد إدوارد بيلونكل (Edouard Belloncle)، مدير برنامج في بعثة الاتحاد الأوروبي في تونس، على التزام الاتحاد الأوروبي بدعم مبادرات التحقق من الحقائق عبر الإنترنت في ليبيا لمعالجة هذه المشاكل. حيث تسعى أكاديمية دوتشيه فيليه، بدعم من الاتحاد الأوروبي، إلى مساعدة المبادرات الليبية في جهودها الرامية لاستيفاء المعايير الدولية ولتصبح منصات تحقق من الحقائق معترف بها على الصعيد الدولي, وقد قال السيد بيلونكل بأن «جميع البلدان هي ضحايا لإضراب المعلومات في وسائل التواصل الاجتماعي. غير أن ذلك يصبح أكثر زعزعة للاستقرار في البلدان التي تعاني من أوضاع هشة مثل ليبيا».

أكّد السيد توم نفومبا أوبراين (Tom Nvumba-O’Bryan)، مدير سياسة المنتجات في شركة ميتا (Meta)، شركة التكنولوجيا الاجتماعية التي تدير فيسبوك، على أهمية تعاون خدمات الشبكات الاجتماعية مع الخبراء الإقليميين والمنظمات غير الربحية لتحديد المعلومات المضللة. وعلى أنه لم يتم حتى الآن اعتماد أي منصة ليبية في الشبكة الدولية للتحقق من الحقائق (IFCN). وغالبًا ما يتم إرسال التنبيهات عبر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL) أو مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان (OHCHR). وأوضح ممثل فيسبوك النهج الذي تتبعه الشركة التكنولوجية قائلاً:«نحن لا نمحو جميع المعلومات المزيفة في سياق الانتخابات، بل نمحو المحتوى الذي من شأنه أن يؤدي إلى التأثير على الناخبين».

كما أشار السيد سامي الشريف، رئيس المركز الإعلامي للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، إلى الآثار الإيجابية للتواصل عبر الإنترنت وإمكانية النجاح في مكافحة محاولات نشر اضطراب المعلومات. كما أشار إلى مشاركة حوالي 2,5 مليون ليبي في جمع بطاقات الاقتراع الخاصة بهم رغم كل التهديدات والهجمات ومحاولات الإحباط. وأضاف السيد سامي الشريف بأن «هذا رقم ممتاز ويعتبر درساً لكل من حاول إثارة الشعور باليأس بين الليبيين عبر قنوات التواصل الاجتماعي».

وفي سياق القمة أكّد السيد مراد بلال من مركز الباحثين عن الحقيقة في ليبيا  في نهاية الجلسات على أنه يتعين على الشبكات الاجتماعية  أن تبذل المزيد من الجهود لمجابهة حرب المعلومات المستمرة في ليبيا. قائلاً: «تُبرز جميع الدراسات أن فيسبوك يتمتع بالكثير من القوة في ليبيا – وأن لديه مسؤولية أخلاقية تجاه المجتمع الليبي». ولقد اتفق المهنيون الإعلاميون وممثلو المجتمع المدني الدولي وصانعو القرار على أن الانتخابات المقبلة ستؤثر إلى حد كبير على المزيد من التطور السياسي في ليبيا على أن الانتخابات المقبلة سيكون لها تأثير كبير على مزيد من التطور السياسي في ليبيا – وأن جزءًا مهمًا من السؤال إذا كانت الانتخابات ستنجح أم لا سيعتمد على مساحات وسائل التواصل الاجتماعي الليبية.