يُقال إن أول ما يموت في الحرب هي الحقيقة. وعلى امتداد السنوات السبع التي تواصل فيها النزاع في ليبيا، انتشرت الأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية على شبكة الإنترنت وعلى وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يومي. وكانت تداعياتها وخيمة، فقد تراجعت ثقة الناس في المعلومات بشكل عام، سواء تلك التي تبثها وسائل الإعلام الوطنية أو وسائل التواصل الاجتماعي. وأفاد أحد المشاركين، السيد ص. ا من راس لانوف، قائلا “في مجتمع قبلي ومجزأ مثل المجتمع الليبي، تقوم كل الأطراف بنشر الأخبار الكاذبة”. وخلال ورشة عمل استغرقت ثلاثة أيام، اجتمع  24 مدونة و مدونا من جميع أنحاء ليبيا وناقشوا أهمية دور مدوني المجتمع المدني في التصدي لانتشار الأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية في البلاد.

 وأضاف السيد ص. ا قائلا: “بما أن العديد من المتمرسين في ليبيا قد وضعوا استراتيجيات تُمكنهم من نشر الأخبار الكاذبة، أصبح من المهم للغاية نشر الوعي على مستوى القاعدة الشعبية”. ويحظى بعض المشاركين في ورشة العمل بأكثر من 10 آلاف متابع على وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح صوتهم أكثر تأثيرا يوما بعد يوم. ولتجنب دخولهم في”حرب الكلمات”، تعلّم المشاركون استراتيجيات تمكنهم من رصد الأخبار الكاذبة ومعرفة السبيل لنشر الحقائق دون الوقوع في فخ الشتائم. كما تعلم المشاركون قواعد العمل والسلوك الصحفي التي تُمكنهم من الحفاظ على مصداقيتهم في النقاشات التي تدور على شبكة الإنترنت.

 وبإشراف شبكة المدونين الليبيين وأكاديمية دويتشه فيله ومؤسسة فريدريش إيبيرت  الألمانية، ناقش المشاركون أيضا قواعد مدوني المجتمع المدني لتكوين شبكة واسعة من الليبيين الملتزمين بالحقيقة وحب الوطن.