“سأعود إلى بلدي مُحمّلا بجواهر من المعلومات” هكذا صرّح سليمان بن رمضان حين سُئل عن انطباعه عن الدورة التدريبية بعنوان ‘أساسيات الصحافة وصحافة الهاتف المحمول’ التي نظمتها أكاديمية دويتشه فيله في إطار برنامج “الإعلام في ليبيا”. ويعكس تصريحه الصادق الاستفادة الكبرى من هذا التدريب المُميّز.

واكتسي هذا التدريب طابعا فريدا من نوعه، حيث جمع بين منظمتين من منظمات المجتمع المدني لم يسبق لهما التعاون من قبل. وقد تميّز كل من كشافة ليبيا والجمعية الوطنية للهلال الأحمر الليبي في مجال العمل التطوعي في خدمة مجتمعاتهم المحلية.  وأفاد عبد القدوس العيساوي، أحد أعضاء الكشافة، قائلا: “لم يكن لنا في السابق تواصل كبير مع الهلال الأحمر الليبي. ولكننا استفدنا كثيرا حين تعاملنا معهم في إطار التدريب.” وتحمل المنظمتان في جعبتهما عدة قصص مؤثرة تستحق المشاركة، كما أثبتتا أن التقارير التي تأتينا من ليبيا لا يجب بالضرورة أن تكون جميعها نقلا لقصص معاناة. وعبر منصة خدمة المواطنين في ليبيا، أصبح الآن لهؤلاء المتطوعين الشباب منبر يُساعدهم على توظيف مهاراتهم في التواصل لخدمة المواطنين.

وعلى هذا الأساس، جمع برنامج “الإعلام في ليبيا” بين 10 متطوعين من كل منظمة للمشاركة في تدريبين استغرق كل منهما 3 أيام. واكتسب المشاركون خلال هذا التدريب مهارات جديدة في الاتصال السمعي والبصري وعملوا على صقل مهاراتهم التي يتمتعون بها. وقال مُصور الهلال الأحمر الليبي، محمد الأرفادي، مؤكّدا على ذلك “لقد اكتسبت في 3 أيام خبرة 10 سنوات من التصوير”. وقد ساهم في هذه الاستفادة إلى حد كبير المشاركون أنفسهم، حيث قال أحمد زوان في هذا الصدد:” أعجبتني روح العمل الجماعي في هذا التدريب. إذ لم نستفد من خبرة المدربين فحسب، بل أيضا من بقية المتدربين”. ومن شأن تبادل المهارات بين الزملاء أن يُسرّع وتيرة التعلّم، وكان هذا التدريب خير دليل على ذلك. وحين انطلق التدريب كان أعضاء مجموعتي الهلال الأحمر الليبي بزيهم الأحمر والكشافة بزيهم كاكي اللون يجلسون في صفّين متوازيين ومنفصلين، ولكن سرعان ما اختلطت المجموعتان واندمج المتطوعون مع بعضهم. وكان التبادل فيما بينهم ثريّا للغاية وهو ما عزز حس الإبداع في المجموعتين. وحين انطلق التدريب، كانت للبعض منهم معرفة مسبقة متواضعة بموضوع التدريب: حيث اكتشف عماد فارس، أحد أعضاء الكشافة، “أن هذا الهاتف الذكي يُمكن أن يُستخدم في تصوير مقاطع الفيديو ولا يقتصر فقط على الاتصال بالأشخاص.” وتمكن البعض الآخر من تطوير مواهبهم واكتساب مهارات جديدة، سواء فيما يتعلق بقاعدة اللقطات الخمس أو استخدام التطبيقات على الهاتف الذكي لمونتاج الفيديو، أو إعداد النص للفيديو (سكريبت).

وأكّد توفيق الشقري، المدير الإعلامي لفرع الهلال الأحمر الليبي في مصراته، قائلا: “سنعمل على نشر المعارف التي اكتسبناها.” وأعرب العديد من المشاركين في الدورة عن عزمهم على ذلك أيضا. وقد أظهر المشاركون حسا إبداعيا في تصوير مقاطع الفيديو وإجراء المقابلات، وهو ما يدلّ على أنهم قادرون على نقل الكثير من المعارف إلى زملائهم لدى عودتهم إلى ليبيا.